سعيد ياسين (القاهرة)

شهدت أفلام الأكشن والتشويق والإثارة والرعب حضوراً جماهيرياً متميزاً، خلال السنوات الماضية، بينما انصرف الجمهور بشكل لافت عن أفلام الكوميديا، حتى التي يقوم ببطولتها النجوم، أو الشباب الجدد.
ففي موسم أفلام عيد الفطر، تصدر فيلما «كازبلانكا» لأمير كرارة وغادة عادل وإياد نصار وعمرو عبدالجليل، و«الممر» لأحمد عز وهند صبري ومحمد فراج شباك الإيرادات، في حين احتل فيلم «محمد حسين» لمحمد سعد المركز الأخير، كما زاد الإقبال بصورة لافتة على الجزء الثاني الذي عرض مؤخراً من «الفيل الأزرق» لكريم عبدالعزيز ونيللي كريم وهند صبري.

تراثنا الشعبي
وحول أسباب تراجع جماهيرية الأفلام الكوميدية، وصعود الأكشن وسر الإقبال عليها، قالت المؤلفة وأستاذ السيناريو في المعهد العالي للسينما بالقاهرة، الدكتورة ثناء هاشم، لـ«الاتحاد»، إنها ترى بشكل عام أن نوع الكوميديا الذي يقدم هو السبب. وأشارت إلى أن كل الأفلام الكوميدية، تعتمد المبالغة والانحراف والتحريف في السلوك والكلام، ليحدث الممثل تأثيراً مضحكاً، وهو ما كان يفعله إسماعيل ياسين مثلاً في حركاته وطريقة نطقه للكلام، وأوضحت أن المشكلة في الكوميديا الآن استخدامها التقنية الأدائية للممثل، دون أن يرتبط هذا بذكاء الحوار وعمق الموضوع، فبدت الكوميديا للكثير من المتفرجين غبية وساذجة ومكررة.

أعمال أدبية
وقال الناقد محمود مهدي، إن المشاهد حالياً يبحث عن أفلام الأكشن بكثرة، إلى جانب الأفلام المأخوذة عن أعمال أدبية، ويمثل ذلك تنوعاً كبيراً وجيداً في نفس الوقت، خصوصاً أن الإنتاج السينمائي يشهد كثافة ملحوظة في الآونة الأخيرة، وأوضح أن هذا بجانب البحث الدائم عن الجديد، والحرص على التنوع، والانفتاح على مدارس مختلفة سيسهم في ارتفاع المستوى الفكري لمشاهد السينما بشكل خاص، وللجمهور بشكل عام.
ويرى المؤلف صلاح الجهيني، أن الشائع في العالم كله، أن تظهر نوعية أفلام تسود لفترة، ثم يتغير الأمر لتغير ذوق الجمهور، فتظهر نوعية من الأفلام الأخرى وتنجح، وأشار إلى أننا في مصر عشنا فترة أفلام الكوميديا، ثم ظهر الأكشن، ومؤخراً أصبح هناك أفلام رعب.

100 فيلم
وأوضح الجهيني، أن الأزمة الوحيدة التي نعاني منها، والتي تجعل الموضوع يأخذ شكلاً غريباً، أننا لا ننتج كماً كبيراً من الأفلام، لأنه حين تقدم 20 فيلماً، منها خمسة أفلام من الإنتاج الضخم، و3 أفلام أكشن، فهذا ما يشعر الجمهور بغرابة الأمر، وأنه لو أنتج 100 فيلم أو أكثر منها خمسة أو عشرة أفلام أكشن، فلن يشعر أحد أن هذه ظاهرة أو شيء غريب. وأوضح المؤلف والمخرج محمد أمين، أن تراجع الأفلام الكوميدية أمام الأكشن في السنوات الأخيرة، يعود إلى تكرار نجوم الكوميديا لأنفسهم، من خلال مواضيع تقليدية ومستهلكة، وبالحركات نفسها.